بعد احتلال عفرين في مطلع عام 2018، اضطر مئات الآلاف من سكان عفرين للهجرة قسراً إلى مناطق مختلفة من سوريا، لكن معظمهم استقروا في مناطق الشهباء، حيث يعيش في الشهباء حالياً أكثر من 300 ألف مهاجر من عفرين.
وتقع منطقة الشهباء والتي تحررت من مرتزقة جبهة النصرة وتنظيم داعش الارهابي على يد مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة في عام 2017، بين مقاطعة عفرين ومحافظة حلب وتتكون من عدة قرى وبلدات وأكبر بلداتها تل رفعت.
تقع ناحية تل رفعت على بعد 35 كم على الطريق الدولي الممتد من مدينة عنتاب إلى مركز حلب وعلى ارتفاع 457 م فوق سطح البحر حيث تبلغ مساحة مخططها التنظيمي 710 هكتارات وتقع فوق مدينة قديمة تسمى ارفاد ولها تاريخ عريق وموقعه الجغرافي يجعلها مركزاً لجميع القرى المحيطة بها وتضم الكثير من القرى مثل كفر خاشر، تل جلبين، مارع، شيخ عيس، منغ، عين دقنه، كفر أنطون، تل عجار، كفر كرمين ومزارع كفرنايا.
وتجاور تل رفعت من الشمال ناحية أعزاز الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي ومن الشرق ناحية مارع ومن الجنوب منطقة مركز جبل سمعان وناحية نبل ومن الغرب منطقة عفرين لتكون الناحية المحاصرة من جهاتها الأربعة.
تل رفعت والتي تعرضت على مدار ستة اعوام الى قصف تركي مستمر حيث ارتكب جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها أكثر من مجزرة بحق الاهالي والاصليين في ناحية تل رفعت ومجهرو عفرين مما تسبب إلى فقدان أكثر من 28 شخصاً حياتهم من بينهم 8 أطفال.
ستة عشرة يوماً والأهالي ما بين المقاومة والظلام والقصف
ومن جهة اخرى تستمر حكومة دمشق بفرض حصارها الجائر على مقاطعة الشهباء وتمنع دخول المحروقات والأدوية والمواد الغذائية إليها، كما تسبب النقص الشديد للمحروقات والتي تغذي مولدات الكهرباء إلى انقطاع التيار الكهربائي على كامل المقاطعة، حيث باتت المشافي مهددة بالخروج عن الخدمة بشكل نهائي فإن التيار الكهربائي مقطوع حاليا عن معظم الأقسام داخل المشفى باستثناء الأقسام الحساسة كـ العناية المركزة وحواضن أطفال حديثي الولادة وشلل تام لحركة النقل.
وفي هذا السياق تحدثت لنا المواطنة من مهجري عفرين مريم عبد الرحمن عمر، قائلة: منذ ستة أعوام وتستمر حكومة دمشق بفرض حصارها الخانق على الأهالي ولكن في هذا العام شددت حصارها أكثر فمنذ 16 يوماً تواجه مقاطعة الشهباء حصاراً خانقاً وعدم السماح لدخول الادوية والمستلزمات الأولية إلى مقاطعة الشهباء.
وتابعت مريم حديثها بالقول فمنذ 6 أعوام تستمر الدولة التركية الفاشية بشن هجماتها على مناطق الشهباء وخاصة مدينة تل رفعت والتي تبقى دائماً هدفاً لدولة الاحتلال التركي وارتكبت فيها عدة مجازر وذلك أمام مرأى الجميع ودون تدخل أي من القوات الضامنة في مناطق الشهباء.
واختتمت المواطنة مريم عبد الرحمن من أهالي مدينة عفرن المحتلة بأن لم تعد تؤثر هذه السياسات التي تفرضها حكومة دمشق والدولة التركية علينا فجميعهم يعسون إلى إنهاء وجود الشعب الكردي في مناطق الشهباء وتهجيرهم من هنا أيضاً ولكن بنضالنا ومقاومتنا نؤكد بأننا سنستمر حتى العودة إلى عفرين.
ومن جانبه تحدث لنا جكرخوين شيخو، قائلاً: بعد هجمات جيش الاحتلال التركي على مدينة عفرين والمقاومة التي ابدوها الأهالي على مدار 58 يوماً اضطر الأهالي إلى نزوح قسراً إلى مناطق الشهباء والتي كانت منطقة شبه معدومة والبنية التحتية منهارة بشكل كامل وبعد إقامة الأهالي في مناطق الشهباء قامت حكومة دمشق بفرض حصارها الخانق على مناطق الشهباء ومن جهة أخرى تستمر دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها بشن هجماتها على مناطقنا وخاصة ناحية تل رفعت، ويتبين أن الهدف من هذه السياسات هي تهجير الأهالي مرة اخرى من مناطق الشهباء والابتعاد من مدينة عفرين.
وفي الختام ناشد المواطن جكرخوين شيخو المنظمات الدولية والإنسانية بالدخول إلى مناطق الشهباء والحد من جرائم جيش الاحتلال التركي وفك الحصار عن مناطق الشهباء لأن المناطق باتت تتعرض لكارثة إنسانية ليس هناك كهرباء، جميع المشافي أقسامها خرجت عن الخدمة باستثناء قسم العناية المشددة والحواضن، فأن خيارنا الآن هو المقاومة والصمود والوقوف أمام جميع السياسات التي تكسر إرادة الأهالي.